وأصل تسمية هذا الكتاب (
سلوني قبل أن تفقدوني ) عبارة تنسبها
الشيعة إلى
علي رضي الله عنه، و
الشيعة تتذرع بها إلى ادعاء أن
علياً يعلم الغيب كله، ويعلم العلوم كلها، وأنه كان يقول: "سلوني قبل أن تفقدوني، سلوني عما دون العرش"، و
أهل السنة يفسرون مثل هذه العبارة -إن صحت عن
علي - بأنه قد كان أعلم الناس بعد موت
أبي بكر و
عمر وغيرهما، وكانت شيعته لا تسأله عن العلم لانشغالهم بالفتن، فكان يقول ذلك.
و
الشيعة حين يقولون بأن
علياً يعلم الغيب، فهم يريدون من ذلك إثبات الإمامة له ونفيها عن غيره، ولذلك يقول الدكتور
علي أحمد السالوس في كتابه
أثر الإمامة في الفقه الجعفري وأصوله (ص:29): "يعتقد
الجعفرية أن الإمامة كالنبوة في كل شيء، باستثناء الوحي، فالقول فيه مختلف، ولذلك قالوا: إن الإمامة أصل من أصول الدين، لا يتم الإيمان إلا بالاعتقاد بها"، وهذا كلام صحيح، فـ
الجعفرية يعتقدون ذلك، يقول
محمد رضا الحكيمي في كتابه المذكور (ص:403): "فلو قلنا: إن النبوة رئاسة عامة إلهية في أمور الدين والدنيا، وكذلك: لمن يقوم مقامه نيابة عنه بعده -رئاسة عامة إلهية فيهما- لما قلنا شططا"، إذاً الخلافة رئاسة عامة إلهية في أمور الدنيا والدين. يقول: "فكل ما دل على وجوب النبوة ونصب النبي وتعيينه على الله؛ فهو دال كذلك على القائم مقامه بعده، إلا في تلقي الوحي الإلهي"
ويفهم من هذا أنهم يوجبون على الله أموراً، وهو مذهب المعتزلة، وقد سبق أن بينا أنه تعالى لا يجب عليه شيء، ولكنه سبحانه كتب على نفسه أشياء كالرحمة. يقول "ونسمي القائم مقام النبي بالإمام، وإن كان النبي إماماً أيضاً بذلك المعنى".
فهم يعتقدون أنه يجب على الله وجوباً عقلياً أن يبعث نبياً، وكل ما دل على وجوب النبي ووجوده وضرورته فهو أيضاً دليل على النائب من بعده، وهو الإمام، ويجب أن يكون الإمام كالنبي في كل شيء إلا الوحي وسيأتي خلافهم في تفسيره.